الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.[سورة البقرة: آية 179]: {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)}..الإعراب: الواو عاطفة اللام حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {في القصاص} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من حياة- صفة تقدّمت على الموصوف- {حياة} مبتدأ مؤخّر مرفوع {يا} أداة نداء {أولي} منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر {الألباب} مضاف إليه مجرور لعلّ حرف مشبّه بالفعل للترجّي وكم ضمير اسم لعلّ {تتقون} مضارع مرفوع.والواو فاعل.جملة: {لكم في القصاص حياة} لا محل لها معطوفة على جملة كتب عليكم.وجملة: {يا أولي الألباب} لا محل لها اعتراضيّة.وجملة: {لعلّكم تتّقون} لا محلّ لها تعليليّة إمّا للمذكور من جعل القصاص حياة وإمّا لمحذوف تقديره شرع لكم ذلك.وجملة: {تتّقون} في محلّ رفع خبر لعلّ..الصرف: {الألباب} جمع اللبّ، اسم للعقل أو القلب وزنه فعل بضمّ فسكون، ووزن ألباب أفعال..البلاغة: 1- {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ} هو كلام في غاية البلاغة- وكان أوجز كلام عندهم في هذا المعنى- القتل أنفى للقتل- وفضّل هذا الكلام عليه من وجوه:الأول: قلة الحروف.الثاني: الاطراد، وإن في كل- قصاص حياة- وليس كل قتل أنفى للقتل- فإن القتل ظلما أدعى للقتل.الثالث: ما في تنوين {حياة} من النوعية أو التعظيم.الرابع: صفة الطباق بين- القصاص والحياة- فإن {القصاص} تفويت الحياة- فهو مقابلها.الخامس: النص على ما هو المطلوب بالذات- أعني الحياة- فإن نفي- القتل- إنما يطلب لها لا لذاته.السادس: الغرابة من حيث جعل الشيء فيه حاصلا في ضده.السابع: الخلوّ عن التكرار مع التقارب.الثامن: عذوبة اللفظ وسلاسته. حيث لم يكن فيه ما في قولهم من توالي الأسباب الخفيفة إذ ليس في قولهم: حرفان متحركان على التوالي إلا في موضع واحد، ولا شك أنه ينقص من سلاسة اللفظ وجريانه على اللسان.بخلاف آية القرآن.التاسع: خلوة عما يوهمه ظاهر قولهم من كون الشيء سببا لانتفاء نفسه- وهو محال.العاشر: تعريف {القصاص} بلام الجنس الدالة على حقيقة هذا الحكم المشتملة على- الضرب والجرح والقتل- وغير ذلك فسبحانه من علت كلمته وبهرت آيته..[سورة البقرة: آية 180]: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)}..الإعراب: {كتب عليكم} مرّ إعرابها، {إذا} ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محل نصب متعلّق بالجواب، {حضر} فعل ماض متضمّن معنى أتى أحد مفعول به منصوب وكم ضمير مضاف إليه {الموت} فاعل مرفوع على حذف مضاف أي أسباب الموت {إن} حرف موصول {ترك} فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {خيرا} مفعول به منصوب {الوصيّة} نائب فاعل مرفوع، {للوالدين} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الوصيّة، وعلامة الجرّ الياء {الأقربين} معطوف على الوالدين بالواو مجرور مثله وعلامة الجرّ الياء {بالمعروف} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال ثانية من الوصيّة {حقّا} مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي إيصاء حقّا أو كتبا حقّا أو مؤكّد لمضمون الحمد، أي حق ذلك حقا {على المتّقين} جار ومجرور متعلّق ب {حقّا} أو بمحذوف نعت ل {حقّا}.جملة {كتب عليكم} الوصيّة لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {حضر أحدكم الموت} في محلّ جرّ مضاف إليه وجواب إذا محذوف أي فليوص.وجملة: {ترك خيرا} لا محلّ لها اعتراضيّة..الصرف: {خيرا} اسم للمال وزنه فعل بفتح فسكون.{الوصيّة} الاسم من الإيصاء أو هو اسم مصدر من وصّى الرباعيّ لأنّ مصدره القياسيّ توصية.{الأقربين} جمع الأقرب اسم بمعنى القريب على وزن أفعل..[سورة البقرة: آية 181]: {فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)}..الإعراب: الفاء عاطفة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ بدّل فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط والهاء مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الإيصاء {بعد} ظرف زمان منصوب متعلّق ببدّل، {ما} حرف مصدريّ سمع فعل ماض والهاء مفعول به، والفاعل هو.والمصدر المؤوّل {ما سمعه} في محل جرّ مضاف إليه.الفاء رابطة لجواب الشرط إنّما كافّة ومكفوفة لا عمل لها إثم مبتدأ مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه {على} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ يبدّلون مضارع مرفوع.. والواو فاعل والهاء مفعول به {إنّ} حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {سميع} خبر إنّ مرفوع {عليم} خبر ثان مرفوع.وجملة: {من بدّله} لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم.وجملة: {بدّله} في محلّ رفع خبر المبتّدأ من.وجملة: {إنّما إثمه على الذين} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: {يبدّلونه} لا محلّ لها صلة الموصول الذين.وجملة: {إنّ اللّه سميع} لا محلّ لها تعليليّة..البلاغة: - {فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ} وضع الموصول في موضع الضمير الراجع إلى من لتأكيد الإيذان بعلية ما في حيز الصلة الأولى وإيثار الجمع للإشعار بتعداد المبدلين أنواعا أو كثرتهم أفرادا والإيذان بشمول الإثم لجميع الأفراد..[سورة البقرة: آية 182]: {فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)}..الإعراب: الفاء عاطفة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ {خاف} فعل ماض في محل جزم والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {من موص} جارّ ومجرور متعلّق ب {خاف} بتضمينه معنى علم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لأنه اسم منقوص {جنفا} مفعول به منصوب {أو} حرف عطف {إثما} معطوف على {جنفا} منصوب مثله الفاء عاطفة أصلح مثل خاف بين ظرف مكان منصوب متعلّق بأصلح، وهم ضمير متّصل مضاف إليه الفاء رابطة للجواب لا نافية للجنس {إثم} اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب على حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا {إنّ اللّه غفور رحيم} مثل {إنّ اللّه سميع عليم}.جملة: {من خاف} لا محلّ لها معطوفة على جملة من بدّله.وجملة: {خاف} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.وجملة: {أصلح بينهم} في محلّ رفع معطوفة على جملة خاف.وجملة: {لا إثم عليه} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: {إنّ اللّه غفور} لا محلّ لها تعليليّة..الصرف: {خاف} فيه إعلال بالقلب أصله خوف مصدره الخوف، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.{موص} اسم فاعل من أوصى الرباعيّ، وزنه فيه إعلال بالحذف أصله الموصي، حذفت منه الياء لمناسبة التنوين بالتقاء الساكنين، وفيه حذف الهمزة من أوّله، والقياس أن يكون المؤوصي بضمّ الميم وفتح الهمزة وتسكين الواو، استثقلت الهمزة فحذفت فأصبح الموصي.{جنفا} مصدر سماعيّ لفعل جنف يجنف باب فرح، وزنه فعل بفتحتين..البلاغة: معنى خاف توقع وعلم وهو قد يكون مظنون الوقوع وقد يكون معلومه فاستعمل فيهما بمرتبة ثانيه ولأن الأول أكثر كان استعماله فيه أظهر، ثم أصله أن يستعمل في الظن والعلم بالمحذور، وقد يتسع في إطلاقه على المطلق وإنما حمل على المجاز هنا لأنه لا معنى للخوف من الميل والإثم بعد وقوع الإيصاء..[سورة البقرة: آية 183]: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)}..الإعراب: {يا أيّها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام} سبق إعراب نظيرها مفردات وجملا، الكاف حرف جرّ وتشبيه ما حرف مصدري، {كتب} فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الصيام {على} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب {كتب}.والمصدر المؤوّل ما كتب في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي كتابة ككتابته على من قبلكم.من قبل جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الموصول وكم ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه لعلّ حرف مشبّه بالفعل للترجي وكم اسم لعلّ {تتقّون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.جملة: {كتب على الذين} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.وجملة: {لعلّكم تتّقون} لا محلّ لها تعليليّة.وجملة: {تتّقون} في محلّ رفع خبر لعلّ..الصرف: {الصيام} مصدر سماعيّ لفعل صام يصوم باب نصر، وفيه إعلال بالقلب أصله الصوام، جاءت الواو عينا في المصدر وقد أعلّت في الفعل قلبت ياء فأصبح الصيام..[سورة البقرة: آية 184]: {أَيَّامًا مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)}..الإعراب: {أيّاما} ظرف زمان منصوب لفعل محذوف تقديره صوموا، {معدودات} نعت ل {أياما} منصوب مثله، وعلامة النصب الكسرة الفاء عاطفة من اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ {كان} فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، واسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على من من حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان {مريضا} خبر كان منصوب {أو} حرف عطف {على سفر} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف معطوف على خبر كان أي كان موجودا على سفر الفاء رابطة لجواب الشرط عدّة مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره: عليه عدّة. وفيه حذف مضاف أي عليه صيام عدّة {من أيّام} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لعدّة {أخر} نعت لأيام مجرور مثله وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للوصفيّة والعدل. الواو عاطفة {على} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم لفدية يطيقون مضارع مرفوع... والواو فاعل والهاء مفعول به، وفيه حذف مضاف أي يطيقون صيامه {فدية} مبتدأ مؤخّر مرفوع {طعام} بدل من فدية مرفوع مثله، {مسكين} مضاف إليه مجرور. الفاء عاطفة من مثل الأول {تطوّع} فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {خيرا} منصوب على نزع الخافض، الفاء رابطة لجواب الشرط هو ضمير في محلّ رفع مبتدأ {خير} خبر مرفوع اللام حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لخير، الواو عاطفة {أن} حرف مصدريّ ونصب {تصوموا} مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل.والمصدر المؤوّل {أن تصوموا} في محلّ رفع مبتدأ أي: صيامكم.{خير} خبر مرفوع {لكم} مثل له متعلق بمحذوف نعت لخير، {إن} حرف شرط جازم {كنتم} فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير اسم كان {تعلمون} مضارع مرفوع، والواو فاعل.وجملة: {من كان منكم مريضا} لا محلّ لها معطوفة على جملة كتب عليكم الصيام.وجملة: {كان منكم مريضا} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.وجملة: عليه {عدّة} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: {على الذين} فدية لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم.وجملة: {يطيقونه} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.وجملة: {من تطوّع} لا محلّ لها معطوفة على جملة على الذين.. فدية.وجملة: {تطوّع خيرا} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.وجملة: {هو خير له} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.وجملة: {تصوموا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.والجملة الاسمية صيامكم خير لا محلّ لها معطوفة على جملة {من كان منكم}.وجملة: {كنتم تعلمون} لا محلّ لها استئنافيّة.وجملة: {تعلمون} في محلّ نصب خبر كنتم.. وجملة الجواب دلّ عليها سياق الكلام أي: إن كنتم تعلمون أنّه خير فافعلوه.
|